
إن عنوان المنتدى هو "منتدى الحوار البحثي في الكنيسة الجامعة"،
وكل كلمة فيه مختارة بعناية.
هو منتدى "حوار" ،
عكس ما يحدث في معظم الكنائس من "إرسال دون استقبال".
فدائمًا هناك من يتحدث والناس تسمع، وإذا سألت، قد يصادرون سؤالك.
في العلاج النفسي، تكون اللحظة التي يسأل فيها المريض ويتجاوب ،
هي أفضل لحظة، لأنك تتفاعل معه بناءً على ما يريد هو، وليس ما تريد أنت.
فما بالك بالعلاج الروحي؟ .
إن لم تأخذ ما عند الشخص وتعيد صياغته وتقديمه له، فأنت حبيس برجك العاجي.
وهو منتدي "بحثي" ،
لأن المشاركين يجب أن يكونوا باحثين متعمقين .
وهو منتدي في الكنيسة "الجامعة" لأنها تضم كل طوائفها .
موضوعنا اليوم هو عن "الوحدة المسكونية".
ولكي نتحدث عن أي موضوع، يجب أن نبدأ أولاً بالتعريفات.
ما هو تعريف الإيمان المسيحي الذي نسعى لأن نكون متحدين على أساسه؟
إن الإيمان المسيحي هو إيمان متجسد وشخصي ، وليس مجرد معرفة.
فالشيطان يعرف بل ويؤمن ولكنه ليس في علاقة بشخص المسيح.
إذن الإيمان المسيحي هو أن شخص المسيح يسكن في داخلك ويراه الآخرون من خلالك بسبب علاقتك به.
هناك في رسالة يعقوب الاصحاح الثاني آية تقول: "يا إخوتي لا يكن لكم إيمان ربنا يسوع المسيح رب المجد في المحاباة".
إنه ليس الإيمان "بيسوع"، بل "إيمان يسوع المسيح" نفسه.
فيسوع المسيح كان يكرز بما يؤمن به عن ذاته أنه هو " ابن الله وابن الإنسان".
ومن يؤمن بهذا هو مسيحي، مهما كان الذي قد تختلف عليه رئاسات كنسية .
إذن، فالوحدة المسيحية هي أساساً أن شخص المسيح في الكل ، لذلك فالكل واحد في المسيح لأنه غير منقسم.
كلنا نؤمن بقول المسيح أنه حاضر بيننا إذا اجتمعنا بإسمه .
وهذا الايمان الكلي يتوافق مع إيماني الخاص بحضور الرب أيضاً سرائرياً في الخبز والخمر الذي نكسره باسمه .
طالما الكل يؤمن بحضور وتواجد المسيح إلهنا بيننا،
فيجب أن نتفق على أن هناك مساحة للتمايز لاتلغي أننا واحد في المسيح طالما أن لا أحد يتنكر لحضور و وجود المسيح وسطنا حتي لو لم
يري ما يؤمن به أخيه من حضور المسيح السرائري في الخبز والخمر.
إن الذي يدفع الإنسان لمعرفة الآخر ومحبته هو وجود المسيح فيه وفي الآخر.
الهدف من الوحدة ليس التكتل، بل أن نكون جسد المسيح الواحد.
هذه هي رغبة المسيح التي هي فوق تباين الآراء .
الوحدة المسيحية متعثرة الآن بسبب الاصرار الطائفي حول طريق تحقيقها .
المدخل الجديد الذي أطرحه هو أن نتخطى هذه العقبة. فلا يمكننا اليوم أن نعود للقرن الخامس لنصالح من اختلفوا حتي لو كانوا قديسين .
هذا تاريخ لا يمكن أن نغير ما حدث فيه.
بل يجب أن نطوي هذه الصفحة التاريخية ونقبلها كجزء من طفولة الكنيسة.
الوحدة لا تبدأ بإصلاح الماضي بل بالوعي الحاضر
أننا جميعنا نؤمن بإيمان واحد أننا الجسد السري للمسيح الواحد .
الوحدة ليست أن نصبح كنيسة واحدة في الشكل بل في المضمون.
لذلك فأنا أؤمن أن الوحدة المسيحية قائمة رغم أننا كنائس متعددة الشكل.
وأننا نحتاج الي الوعي بهذا علي مستوي الرئاسات والاعتراف به .

د.رءوف إدوارد
التعليقات (0)