
أنا سعيد بوجودي معكم. المسيح عندما صلى "ليكونوا واحدًا"، لم تكن هناك طوائف بعد. كان يصلي من أجل تلاميذه الذين كانوا يتشاجرون على من يكون الأول. الإيمان الذي يوحدنا ليس المعمودية ولا العشاء الرباني، لأن الاختلافات في وجهات النظر ستظل موجودة حتى داخل الكنيسة الواحدة. النص الديني صامت، ونحن من نفسره. الإيمان الذي يجمعنا هو إجابة بطرس على سؤال المسيح: "أنت هو المسيح ابن الله الحي". على صخرة هذا الإيمان تُبنى كنيسة المسيح، التي ليست أرثوذكسية فقط أو كاثوليكية فقط. أما الخلاف حول شكل المعمودية أو طبيعة حضور المسيح في العشاء الرباني، فهذه في تقديري شكليات لا ينبغي أن نسعى لتوحيد الفكر فيها. ولما يأتي لي سؤال من أحدهم: " كيف تقول إنها شكليات وأنت تؤمن بشخص المسيح؟ إذا كان المسيح شخصًا حقيقيًا موجودًا، فكيف يكون حضوره في الأسرار أمرًا شكليًا؟ المسيح قال: "ضع إصبعك في جنبي ولا تكن غير مؤمن". أجيبه وأقول، ألم يقل المسيح: "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم"؟ المسيح موجود في وسطنا الآن. إذا أقمنا عشاءً ربانيًا، وتناولته أنت بإيمان أن تحولاً قد حدث، فلتتناوله بإيمانك. وأنا أتناوله على أنه رمز، لكنني أؤمن أن المسيح حاضر. الوحدة تكمن في إيماننا بشخص المسيح ابن الله الحي.
الفكر الإنجيلي نفسه ليس واحدًا تجاه العشاء الرباني. هناك فكر لوثر، وزوينجلي، وكالفن. لكن ما نحتاج للتركيز عليه هو إيماننا بالمسيح كإله كامل وإنسان كامل، وعقيدة الثالوث، والصليب، والقيامة، والميلاد العذراوي، والمجيء الثاني. هذه الثوابت لا تنازل عنها، ولا تختلف عليها الكنائس. المشكلة أننا نصر على الدخول في الفرعيات، وكل طرف يتوهم أنه يمتلك الحقيقة المطلقة. كما أن هناك كيانات قائمة تخشى الذوبان، وهذه هي القضية التي منعت الاتحاد الحقيقي

القس رفعت فكري
صدر للكاتب: كتاب: "التسامح"، الفضيلة الغائبة ٢٠١٠ كتاب: العنف ضد المرأة ٢٠١٧ كتاب: الإصلاح الديني بين الغرب والشرق ٢٠١٨
التعليقات (0)