
في تقديري، المسيحية هي التعرف على شخص المسيح نفسه. أنطلق من قول بولس الرسول: "لأعرفه". لا مسيحية بدون المسيح. أتذكر كلمة للمطران جورج خضر، مطران الروم الأرثوذكس، حين قال: "نحن لسنا أهل كتاب، بل أهل شخص". أي تعريف للمسيحية دون التعرف على شخص المسيح هو تعريف ناقص. الأمر الثاني هو أن المسيح هو الذي عرفنا من هو الله. المسيحية هي إعلان محبة الله للإنسان، والتي انتهت في ملء الزمان بظهور المسيح. وإذا سأل سائل: هل يعني هذا أنه من الممكن أن يعرف شخص قانون الإيمان دون أن يعرف شخص المسيح؟ لا أعتقد ذلك، لأن قانون الإيمان هو عرض مركز لمحاور الإيمان، والمعلومات التي فيه إذا أردت فهمها ستوصلك إلى المسيح.
قضيتنا الآن تنظيمية بحتة، وتتعلق بمجموعة من المصريين الذين هم في أمس الحاجة للمعرفة. نحن بحاجة للعودة إلى المنابع لفهم كيف كانت الكنيسة الأولى، ليس بمعنى أصولي، بل لضبط المصطلحات.
إذن، ما هو المدخل الصحيح للوحدة، ليس من مفهوم الرئاسات الكنسية، بل من مفهوم مسيحي؟
باختصار، لن نصل إلى المطلوب طالما نفكر بعقلية غير مسيحية في تفسير المسيحية. يجب أن نتوقف عن فكرة "اللاهوت الدفاعي" الذي تحول إلى دفاع عن الطائفة بدلاً من المسيحية. قضيتنا في الشارع هي كيف يقبل المسيحيون بعضهم البعض دون تكفير أو هرطقة. والحل يبدأ من المنابر الكنسية، بأن تتوقف عن تكريس فكرة أنها وحدها التي تؤمن الحق.

أ.كمال زاخر
صدر للكاتب: كتاب: العلمانيون والكنيسة: صراعات وتحالفات ٢٠٠٩ كتاب: قراءة في واقعنا الكنسي ٢٠١٥ كتاب: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد ٢٠١٨
التعليقات (0)