في الوحدة المسكونية (٢)

                      في الوحدة المسكونية (٢)

وكما من آدم الأول خرجت بشرية واحدة 
كذلك من المسيح آدم الثاني خرجت كنيسة واحدة 

الكنيسة هي جسد المسيح

"17 كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح، أبو المجد، روح الحكمة والإعلان في معرفته، 18 مستنيرة عيون أذهانكم، لتَعلَموا ما هو رجاء دعوته، وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين، 19 وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين، حسب عمل شدة قوته 20 الذي عمله في المسيح، إذ أقامه من الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماويات، 21 فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضا، 22 وأَخضَع كل شيء تحت قدميه، وإياه جعل رأساً فوق كل شيء للكنيسة، 23 التي هي جسده، ملء الذي يملأ الكل في الكل.“ ( أفسس ١)

 

الولادة من أم وأب تعطي الإنسان طبيعة بشرية مرجعيتها هي آدم الأنسان الأول الذي سقط من مقامه الرفيع في جنة عدن ، فخرج وتغرَّب في الأرض عن الله خالقه . 

 

فكل مولود المرأة هو واحدٌ في بشرية ” آدم“ …الأنسان الأول“ … الذي مِن تراب الأرض.

 

وسمح الله بتدبير التجسد الإلهي ”الله ظهر في الجسد“.( ١تيمو ١٦:٣) ليعطي الفرصة لكل بشرٍ أن يولد مرة ثانية ( بالإيمان و بعمل الروح القدس ) مِن بشرية جديدة هي ناسوت المسيح . الذي هو الإنسان الثاني .. الرب من السماء :

"الإنسان الأول ( آدم ) من الأرض ترابي . الإنسان الثاني ( يسوع ) الرب من السماء ( المسيح ) “ (1 كو 15: 47).

 

إن ناسوت المسيح هو الطبيعة البشرية الجديدة لكل إنسان ليتحد بها ( بالإيمان والمعمودية والإفخارستيا) .

 

وبالتالي فإن بشرية المسيح الإله المتجسد هي ناسوت ”جامع “ لكل البشر ، يضم ”الكلٌ“ ..في ..” واحد“ 

هو شخص المسيح .

 

والعكس صحيح ، بحيث أن كنيسة المؤمنين هي ملء جسد المسيح :

” الكنيسة جسده، ملء الذي يملأ الكل في الكل“. ( أفسس ١) . 

وبهذا يتحقق إنتماء المؤمنين إلي الآب من خلال المسيح وبعمل الروح القدس . 

فالمسيح بلاهوته هو ابن الله الوحيد . 

و بوحدتنا في ناسوته جعلنا المسيح أبناء بالتبني لأبيه . 

 

هذا هو أساس وحدة جميع المولودين للآب في المسيح بالروح القدس .

 

لذلك فكنيسة المؤمنين بالمسيح هي كنيسة كاثوليكية ( = جامعة ) . فالكنيسة تجمع المؤمنين معاً في المسيح، وبالتالي في الثالوث القدوس لأن إلهنا واحد في ثالوث .

 

لذلك يقول الكتاب أن الكنيسة هي جسد المسيح ( أفسس ١) . لأن المسيح له المجد ” بالتجسد الإلهي“ حقق لنا كل ما للإنسان وكل مالله ، فالمسيح هو” ابن الله وابن الإنسان“.

 

ولأن المسيح واحدٌ غير منقسم . وجوده كليٌ يفوق كل محدود ، فأسم الكنيسة في اللغة اليونانية ” كاثوليكية“ بمعني جامعة تجمع الكل بلا انقسام لأنها جسد إلهها السري .

 

واضح إذاً أن الكنيسة تحمل صفات مسيحها. فهي كنيسة ”واحدة “ وكنيسة ”كلية“ وبالتالي ”جامعة“ .

 

إن ماسبق قوله ليس شرحاً أدبياً معنوياً بهدف البلاغة و الفخر الذي بلا مضمون عملي في حياتنا اليومية .

 

فالكتاب يقول ” المسيح فيكم رجاء المجد“ .

 

فالكنيسة هي الإستمرار الأبدي لاستعلان سر التجسد الإلهي في العالم بحسب قول المسيح ” و ها أنا معكم ( فيكم ) كل الأيام إلي انقضاء الدهر “ ( متي ٢٠:٢٨) . 

 

فاتحاد المسيح بكنيسته ومؤمنيها هو زمني أبدي غير منتهي . 

 

وقد استعلن الكتاب أن ناسوت المسيح لم يفارق لاهوته بعد صعوده ، وأنه يحمل بشريتنا فيه :

” ورأيت فإذا في وسط العرش خروفٌ قائمٌ كأنه مذبوح “ ( رؤيا ٦:٥) . فالمسيح قائم فينا ونحن فيه ، ينعِم لنا بصفاته الإلهية تحفظنا فيه إلي أن يأتي ملكوته الأبدي أمين.

 

( يُتبَع)

 

والسُبح لله .

 

بقلم د. رءوف أدوارد.

د.رءوف إدوارد

د.رءوف إدوارد

شارك: