
في الوحدة المسكونية (٣)
من أين تستمد الكنيسة قدرتها علي الإتحاد ؟
أنا أُحب ذاتي لأنها الأقرب لي . وذاتي هي نفخة من روح الله :
” وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسا حية." (تك 2: 7).
لذلك أُحب الله مِن كل نفسي وفكري وقلبي : ” فقال يسوع : «تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك . هذه هي الوصية الأولى والعظمى…“ ( أنجيل متي٢٢)
ثم خلق الله قريبي مِن ضلعي ” فأوقع الرب الإله سباتاً على آدم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً. وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم. فقال آدم : «هذه الآن عظمٌ من عظامي ولحمٌ من لحمي. هذه تُدعى امرأة لأنها من امرء أُخذِت». لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً.“ (تكوين٢١:٢).
لذلك كل إنسان هو قريبي .. أحبه كذاتي .. لأنه لحمي وعظامي :
”… والوصية الثانية مثل الوصية الأولي : تحب قريبك كنفسك .
بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء».( أنجيل متي٢٢)
واضح جداً أن الله خلق البشرية وحدة واحدة لا تَعارُض فيها بين حب الذات وحب الآخر وحب الله. و ربما استعلان هذه الوحدة البشرية و وتأكيدها كان التجسد الإلهي لشخص المسيح
” ظهور الله في الجسد“ (١تيموثاوس١٦:٣) .
هذا ما صرَّح به المسيح :
” ليكون الجميع واحداً، كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك،
ليكونوا هم أيضا واحداً فينا .. ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد“ ( يوحنا ٢١:١٧).
فإن كان أساس الوحدة البشرية هي تجسد شخص المسيح الواحد غير المنقسم ”ابن الإنسان وابن الله“، فكم بالحري ينبغي أن تكون الوحدة بين الكنائس المسيحية ، فهي الخميرة لوحدة الإنسان زمنياً وأبدياً والتي وضع أساسها المسيح إلهنا بكونه ”ابن الإنسان“ .
( يُتبَع)
والسُبح لله .
بقلم د. رءوف أدوارد.

د.رءوف إدوارد
التعليقات (0)